كان فى البداية مجرد عضو جديد فى الشلة المتواضعة المكونة من ثلاث بنات أنا واحدة منهم وولدين .. بالطبع كان لا يخفى على – كبنت – أن كل ولد من الاثنين يميل إلى إحدى زميلاتى وأنا لا أنكر أن ذلك كان يحزننى فى بعض الاحيان .. ولكنى كنت أتجاهله .. ولكن عندما جاء ذلك الزميل الجديد كان يعاملنى معاملة خاصة عن زميلاتى كان يهتم بى أكثر من اللازم .. وقليل من الكلمات .. وكثير من الابتسامات الرقيقة .. ولا أخفى عليكم سراً تغيرت حياتى .. فإن أى بنت تتأثر عندما ترى ولداً يهتم بها ويخاف عليها حتى لو كانت مين ؟! بدأت أهتم بأشياء لم أكن أهتم بها من قبل .. ملابسى .. مكياجى .. تسريحة شعرى .. كلماتى .. لقاءات الشلة .. بدأت تأخذ حيزا كبيراً من تفكيرى .. حتى جاء ذلك اليوم .. تفرقت الشلة .. فكنا لأول مرة وحدنا تماماً .. أخذنا الكلام .. تكلمنا فى كل شئ .. حتى سكت فجأة ثم قال لى بعد فترة من الصمت أنتي بتحبيني ؟! فاجأنى السؤال .. لم أعرف ماذا أقول .. ثم قلت له بعد تردد طبعاً .. لم أعرف هل كنت أكذب أم هو شعور صادق ولكن عدم تأكدي كان أصدق دليل على عدم صدقي.... صارحني أنه يحبني كثيراً.. وأنه لا يستطيع الحياة بدوني.. كان ذلك اليوم نقطة تحول فى علاقتنا.. بدأت علاقتنا تتطور.. مكالمات فى ساعات متأخرة من الليل.. نترك المحاضرات لنجلس سوياً في حديقة الكلية .. انفصلنا عن الشلة.. أصبحنا لا نفارق بعضنا تقريباً طوال اليوم.. داخل الكلية وخارجها.. بدأت علاقتنا تلفت أنظار الزملاء.. لكنه كان يقول لي .. حبنا أقوى من الدنيا كلها.. لا أتذكر بالتحديد اليوم الذي تطورت علاقتنا فيه إلى حد غير مقبول .. كنت أرفض فى البداية أن يمسك يدي.. ولكني بدأت أتساهل معه إلى حد كبير لعمق العلاقة بيننا .. حتى أصبحت أفعل أشياء لم أكن أتخيل فى يوم من الأيام أننى سوف أفعلها..
وفى يوم من الأيام .. استجمعت كل شجاعتي وقلت له : وبعدين ؟!
هو إيه اللى بعدين ؟؟
علاقتنا دى آخرها إيه ؟!
أنا بحبك !!
-أنا بقولك أخرها إيه ؟! حتيجى تتقدم أمتى ؟!
لم يخف على تغير لون وجهه .. وكأنه فوجئ بالسؤال .. ولم يكن يتوقعه .. إنتى عارفة ظروفى .. أنا مستحيل أتقدم دلوقتى .. تمالكت نفسى وابتسمت .. وقلت له خلاص .. نقرا الفاتحة لغاية ربنا ما يفرجها .. أنت عارف زمايلنا بيقولوا علينا إيه .. إن شاء الله.. ثم بدأ ما كانت أخشاه.. بدأ يتهرب مني.. لم يعد يتصل بى لم يتصل بي.. لا يأتي إلى الكلية إلا نادراً .. أحاول أن أتصل به ينكر نفسه مني.. بدأت أشعر وكأن روحي تنسحب مني وأن الدنيا تضيق فى عيني .. أحاول مراراً وتكراراً أن أتصل به .. حتى نجحت فى محادثته على الموبايل .. كلمنى بمنتهى الجفاء .. وكأنه شخص مختلف تماماً عن الذي أعرفه.. وقالها لى صريحة وكأنه يلقى بحجر في وجهي ... " ما تزعليش منى بصراحة مش حقدر أتقدملك “.. شعرت بأن الدينا تدور بي.. وأنها أظلمت فى وجهي .. ما ازعلش.. يعنى إيه مزعلش.. وماذا كانت كل هذه الكلمات واللمسات والتعبيرات .. أكان وهماً... مستحيل... مستحيل... لم أصدق نفسي .. هل أنا ساذجة إلى هذا الحد.. نعم كنت فى البداية لا أشعر إننى أحبه كان مجرد انجذاب.. ولكنه كان يحبنى.. أم ..أم أنه أيضاً كان مجرد انجذاب.... فقدت الثقة فى كل شئ.. فى نفسى.. وفى الناس.. وفى الدنيا كلها وحينما سمعت أنكم سوف تتكلمون عن موضوع الحب داخل الجامعة قررت أن أرسل إليكم كي تتناولوا هذا الموضوع.. حتى لا تخدع أي فتاة مثلي .. حتى لا تتكرر هذه المأساة مع أي فتاة أخرى فى الجامعة .
المعذبة ر. م زملائنـا وزميلاتنا الأعزاء أردنا أن نعرض هذه القصة والتي وصلت من أحدى الزميلات بعد أن بدأنا نتحدث في موضوع الحب لنقف عندها وقفة تأمل- ولو قصيرة- فبرغم تعاطفنا مع زميلتنا ودعائنا لها أن يساعدها الله في علاج جرح مشاعرها إلا أننا نتسأل:
هل أصبح هذا هو الحب الذي يمارسه شباب جامعتنا, وإن كان كذلك فهل هو بالفعل حب أم تسلية ؟
أين كان عقلها حين اعتبرت أن علاقتها بزميلها هذا حب ؟ وهل كل ميل خلقه الله فينا تجاه الجنس الآخر هو بالفعل حب ؟
ثم تحت أي مسمى تعطيه الفرصة للهمسات واللمسات..هل تحت مسمى الحب..وأين كان خوفها من الله في هذه اللحظات؟
والسؤال المهم: هذه المشاعر التي وهبنا الله هل أصبحت رخيصة علينا إلى هذا الحد الذي نطلقها فيها ثم نندم بعد ذلك على أننا منحناها لمن لا يستحقها؟