الحب بين الجنسين تتنوع أهدافه وغاياته تبعاً لتنوّع النيَات والرغبات، وتبعاً
لمقومات شخصية كل منهما ،فإذا كان الهدف والغاية منه هو اللهو وإشغال القلب
وإشباع الرغبة في لقاء الوطر والوصال غير المشروع فهو محرَم لأنه يجعل الإنسان
عبداً لشهواته ورغباته، فيوقع غيره في مصالحه الذاتية ليتركه بعدها فريستة لآلام
والمعانات والهموم، وهذا حبّ أناني كاذب ومخادع ن وهو مشاعر خائنة خارجة
عن الحب مفهوماً ومصداقاً.
وهذا النوع من العلاقة أمر غير مرغوب فيه من قبل المنهج الإسلامي ومن
قبل الأعراف الاجتماعية ، وماهو إلآ أنانية شهوانية تلبست بمفهوم الحب.
وهنالك حب يحقق أهدافه وغايته بالاقتران بشخص المحبوب ، والاشتراك
في بناء أسرة عن طريق الزواج المعترف به دينياً وعرفياً. وهذا النوع من الحب له
صور:
الصور الأُولى : ينطلق الحبيبان مع مشاعرهما وأحاسيسهما، وتتعمق العلاقة
ابتداءً بالنظر ثم المواعيد ثم اللقاء المتكرر ، وتنطلق في لقاء الخلوة المشاعر
والعواطف، وينجذب احدهما على الآخر ، ويميل كل منهما للتمتع بمفاتن الآخر من قُبل ومداعبة وملاعبة، ثم تنطلق الشهوة مع الشهوة غي عناق ووصال ، وإشباع
للذة المحرمة ، وجميع ذلك محرم في المنهج الإسلامي وإن أدى ذلك إلى الزواج
في النهاية.
الصورة الثانية: يبقى الحب ميلاً في النفس والمشاعر مع علم الآخر بذلك ،
أو ينطلق للمصارحة بما يجول في الخواطر وخلجات النفس، بكلام أو رسالة أو
ماشبه ذلك من أساليب التعبير الصريح عن الرغبة في الزواج والمشاركة في بناء
أُسرة ، ويدوم ذلك متقيداًبقيود العفة والطهارة بعيداً عن الغزل الروحي والبدني،
وبعيداً عن اللقاء العام أو اللقاء بالخلوة، إلى ان يأتي الظرف المناسب للزواج،
وهذه الصورة من الحّب لامحضور في هذه الحدود.
الصورة الثالثة: بقاء الحب حبيساً في المشاعر والعواطف عند الجنسين ثم
التقدم بالخطبة وعقد القران في أسرع وقت وأتم الخطوات، وهذا الحب الأكثر
مرغوبية في المنهج الآسلامي وهو الحصانة للإنسان من الوقوع في براثن الخطيئة
و الانحراف ،وهو السبيل الأمثل لبناء حب صادق وتتلاحم فيه الروح مع البدن،
لإشباع الحاجات الروحية والمادية وإشباع الحاجة الملحة للوصال ولبولغ اللذة.
والتقدم في اول خطوة للزواج عن طريق الخطوبة يخلق الطمائنينة في بلوغ
المنى ويحدد مستقبل العلاقة ، او يحسم الموقف في بدايته الاولى في حال عدم
موافقة أهل الحبيب او الحبيبة أو الاعراف السائدة على الزواج، وحسم الموقف
في أول خطوة يخفف من الهموم والآلام والاظطراب العاطفي الروحي، قبل
تجذرالحب واإلفة ، وقبل أن يتحول إلى عشق لا يمكن التخلص من آثاره السلبية
على الجنسين.
قال صلى الله عليه وسلم(لم ير للمتحابين مثل التزويج)
وبذلك تم موضوعي وأرجو ان يينال أعجاب الجميع وأعذروني على بعض التصريحات ولكن هدفي هو توصييل الفكرة جلية للجميع.